التطوّع
التطوع .. أن تفعل الشيء من طوع نفسك ، تتبرع وتكلف نفسك القيام به ، في حين لا يكون هذا الشيء مفروض عليك أصلا ، فليس هناك تطوع في فرض .
العمل التطوعي يتمثل في تقديم النفع والعون لشخص ما أو مجموعة أشخاص ممن يحتاجون لذلك ، ودون مقابل مادي أو معنوي .
يتمثل التطوع في العديد من المجالات وأهم مجالاته تطوع العبد لربه في مجال العبادة ؛ فهو يكلف نفسه القيام بالسنن والنوافل من تلقاء نفسه دون أن تكون هذه السنن والنوافل مفروضة عليه ، وهناك تطوع في المجال العلمي ؛ كالمساهمة في بناء مؤسسات علمية تبتعد عن هدف الربح المادي أثناء قيامها بعملها ، وهناك نطوع مالي ؛ من خلال دفع الأموال بسخاء وافر دون طلب المقابل من أجل مساعدة الآخرين وعونهم ، وأيضا هناك تطوع إداري ؛ كأن يفيد الآخرين في تجاربه الإدارية من خلال تقديم الدروس والنصائح ، وكذلك التطوع الفكري ؛ من خلال المساهمة في بناء منظومة فكرية رائدة وتقديم النصائح الصائبة والقيمة ووضع الخطط الرائدة .
ينقسم المتطوعون في أدائهم للأعمال التطوعية لعدة أصناف ؛ فمنهم من يتطوع بقواه البدنية ، ومنهم من يتطوع في وجاهته في العلاقات الإنسانية ، ومنهم من يتطوع بوقته يخصص جزء من وقته لأداء الأعمال التطوعية ، وهناك أيضا من يتطوع على مستوى فكرة معينة أو رأي واستشارة .
لكن ما الذي يدفعنا لإضاعة أوقاتنا وجهدنا في التطوع ؟ أليس لو بقينا في المنزل نائمين أريح لنا ؟ بالطبع أريح لنا ، لكن ما يدفعنا للقيام بذلك هو الطمع في كسب الأجر والثواب من الله على عملنا الذي ابتغينا فيه إخلاصنا لوجه الله ، ثم إن قيامنا بالأعمال التطوعية إنما هو أفضل وسيلة فعالة لتآلف الناس ونشر المحبة بينهم ، وهجر النزعة العدائية والكراهية بين الناس . وبالتالي بناء مجتمع على درجة عالية من الرقي يعيش على مبدأ التكافل والتعاون فيما بينهم لتغطية حوائجهم .
أنت حين تفرض على نفسك الأعمال التطوعية وتهذب نفسك عليها فإنك ستزيد قدرتك على التفاعل والتواصل مع الآخرين وكسب محبة الناس لك ، وحيث أنك كلما اندمجت أكثر في العمل التطوعي قلّت نزعتك الفردية وساهمت بذلك في تنمية حسك الاجتماعي . والتطوع يعلم الإنسان كيف يكون مهذبا بعيدا عن عقلية الشح والفقر الإنساني وتحويل عقليته إلى عقلية وفرة ذات مكسب وعطاء للآخرين . كما أن قيامك بأعمال التطوع المختلفة يتيح لك فرص كبيرة ومختلفة في تعلم مهارات جديدة وتنمية المهارات التي تمتلكها .
بقلم : إياد أبو عرقوب
بتاريخ : 13 / 7 / 2010
انقر هنا من فضلك لإكمال القراءة »