كونك فاشلا !!
من قال بأن الفشل ليس جميلا ؟ إنه جميل ففيه الراحة التامة ! في البداية كونك فاشلا ستعفى بالتأكيد من مفهوم النجاح ! ذلك المصطلح الذي لطالما لحقته المسؤوليات ؛ لن تكون مضطرا للدراسة الجامعية والتي تلحقها نفقات طائلة تخرج من جلدك !
لن يعاتبك أحدهم على شيء قمت به وأخطأت في أدائه ؛ فأنت عندهم منقوش على جبهتك أنك فاشلٌ ولا عتب عليك ! " ليس على الفاشل حرج ! " .
لن يحتاجك الآخرون ، ولن تضطر لأن تخصص جزءً من وقتك الثمين من أجل المكوث في الجلسات والجمعات العلمية والأدبية والاجتماعية الجادة ، فبالتالي ستريح نفسك من هذه القصص ومن " وجع الرأس " .
لن تحمل على كاهلك المزيد من الهموم والأعباء النفسية ؛ فأنت لن تفكر في واقع العالم الذي أنت فيه ولا حتى في واقع مدينتك ، لن تكون ملزما بمناقشة قضايا حارتك التي تقطنها ، وإن فكرت في عائلتك فذاك خير وفضل من الله فأنت بالكاد تفكر بشكل جدي في حياتك الشخصية !
لن تحتاج لمتابعة ما يقوله العلماء والعظام ، وبالذات أقوال الفلاسفة وعلماء النفس التي تقودك لمستشفى المجانين !
ستعلن تنحيك عن القيام بمسؤوليات كثيرة فهي عبئ عليك وأنت تعرف بأنك لست أهلا لحملها ، " رحم الله امرأ عرف قدر نفسه " !
بالنسبة لمكوثك في قاعة المحاضرة وتحمل مشاكسة معلمك لك ، أنت لست مضطرا لتحمل ذلك .. اختصر الشرّ وغني له !
وأخيرا .. لو خلقت مجنونا .. أليس ذلك أشرف لك ؟
بقلم : إياد عمر أبو عرقوب
بتاريخ : 4 / 9 / 2010
كونك فاشلا !!
انقر هنا من فضلك لإكمال القراءة »
آلفا بيتا غاما
مذ كنت طفلا صغيرا كنت أتمنى معرفة ما تعنيه الرموز آلفا (α) بيتا (β) غاما (γ) اللاتي ارتبطت بذاكرتي منذ نعومة أظافري ، أحببتها كثيرا ، وكنت أمسك كتب الفيزياء بكل شوق ولهفة واهتمام بها إن رأيت أحد هذه الرموز فيها ، وذلك لأنني كنت أؤمن بأن معرفتي لهذه الرموز ومعانيها الفيزيائية ستجعلني أعرف كيف أضع تصاميما للآليين المقاتلين آلفا بيتا غاما الذين كنت أتابعهم بكل لهفة في رسوم الكارتون " الشجعان الثلاثة " !
أليست جميلة أحلامي وطموحاتي ! ما زلت أكن لتلك الأيام حبا عميقا فلا تزال تأخذ مني ذكريات كثيرة .
لقد وصلت إلى الوقت الذي أدرس فيه موادا تضع بين ثناياها مثل هذه الرموز ، ولكن همتي في دراستها ليست كما كانت ! فالأمور بالتأكيد لا تبقى على الشاكلة ذاتها التي خلقت عليها ؛ إذ أن كثيرا من الأمور حين ننغمس فيها في قلب الحدث تتغير عما كانت عليه ، فلا تبقى بثوبها الذي عهدناه ، وذلك لاختلاف الحقيقة عما هو مطبوع في مخيلاتنا ، فتصبح هناك نظرة مغايرة ومعاكسة لهذا الشيء عما ألفناه .
لكن أظن بأنه لو كان هناك نوعا من التناسق ما بين تلقينا للحقائق المختلفة ومراعاة تصوراتنا لهذه الحقائق لكانت لدينا نتائج أفضل ، ولكنا قادرين على أن ندعم بتصورات مناسبة راسخة في الدماغ عملية التعلم التي أصبحت بالكاد تحوي أسلوب المتعة في التلقي .
بقلم : إياد عمر أبو عرقوب
بتاريخ : 26 / 8 / 2010
آلفا بيتا غاما
انقر هنا من فضلك لإكمال القراءة »
رسالة شفوية
أعطني يدك الغضة أحميها بقبضتي ، دعينا نخرج لنزهة نعتصر فيها أحلامنا لتروينا عُصارَتُها ، ترنمي راقصة في فوضى شعوري ، تقلبي .. أمطري ماء حنانك عليّ واجرفيني بسيولك الضارية إلى الصميم ، أو اقصفيني برعد غضبك واشعلي نارا بقلبي لا تبيد ، هاهنا صمت يطفق شفتيك .. لا .. تكلمي ولا تصمتي .. لا أريد صمتا يطرز عينيك بأوسمة الغموض ، نسيت أن أخبرك أن جنوني أحدثته عيون اعتادت صمتا تتخلله الحيرة بين ثناياه .
أترين أني أصبر على هذه الحيرة .. كفاك تحديقا بي .. ثمن قاموس ترجمة عينيك غال ٍ ، لم أقتن إلى الآن واحدا ، حسنا أيتها الرقيقة .. لنفترش الأرض بساطا من القشّ ، لنجلس حدّ شجرة البرتقال في حيفا ، أو تحت عناقيد كروم العنب في الخليل ، لنرتشف شهد العسل ، لنضيء الليالي بضياء نجم سهير .
لنتحدث قليلا عن محبتي لك ، فقد اجتاحتني عاصفة قدمت من عاصمة عينيك ، بلورتها أنفاسك الندية الفوّاحة بشذى جوريّ نيسان ، محبتي لك صنعتها بسمة على فيك نظرت إليها بطرف عيني .. فسرعان ما وقع فأسك حافرا رأسي بجلّ بأسه ، وقفت أمامك وجها لوجه .. أحسست أنني ملك زماني ، ملكتِ أجمل لحظاتي بتلك الوقفة ، يا الهي كم أسرّ حين أكحّل عينيّ برؤيتك ، يظنوني مجنونا حين أراك ، لا .. لا تأبهي لما يقولون .. فمن ذاك يرى حبيبه ولا يجنّ بحسنه !
ليتحدثوا ما يشاءون ، لست أنتظر منهم رأيا ، كفاني أنك لي وحدي ، وأن قلبك قصر أتأرجح على جدرانه ، فحسبهم كلاما مُضيعا للوقت ، فليختالوا بحَسَدِهِم بعيدا عنّي ، لستُ بائعَ دواءٍ يمشي خلفَ طبيبٍ يداوي داءَ نفوسهم .
بقلم : إياد عمر أبو عرقوب
بتاريخ : 25 / 8 / 2010
رسالة شفوية
انقر هنا من فضلك لإكمال القراءة »
ابتسامة إلكترونية
ضاق صدرها بحزنها .. انقبضَت عروقها .. خُنقت أنفاسها .. مكبوتة لا تستطيع البوح لأيٍّ كان من البشر ، أطبقت على نفسها بين أربعة جدران معتمة تقترب من بعضها البعض في كل شهقة ، وسقف أصبح يردّ كلّ أمل أراد أن يهبط ويهدهد على صدرها .
تناولت هاتفها ، نقرت أرقامه بأناملها المرتجفة ، نسيت نفسها ، استفاقت على صوته : " حبيبتي .. أين أنت ؟ لم لا تجيبي ؟ " تمالكت أنفاسها وقالت له : " ها أنا هنا .. أنا أحتاجك .. أنا أريدك بجانبي .. هناك ما يطبق على أنفاسي وأتمنى وجودك هنا بجانبي " .
" أوه حسنا حبيبتي .. لا عليك .. بعد خمس ساعات سأتحدث معك عبر البريد الإلكتروني ، ارتاحي الآن ريتما أنهي عملي ، لأني مشغول جدا ولدي العديد من الاجتماعات لهذا اليوم "
أغلقت هاتفها ورمته خلفها ، كمرت نفسها في غطائها ، هبّت نسمة رياح أبعدت شيئا من الستارة عن الشباك ، فتغافلت ألسنة الشمس الشباكَ فتسللت إلى قسمات وجهها العابسة ، نهضت .. هبت كما الرّياح .. أحكمت إغلاق جميع النوافذ .. وعادت تعد الخمس ساعات الثانية تلو الثانية ، تتقلّب يمينا وشمالا ، تتمنى وجوده بجانبها ، لتحكي له وتشكي له ما جافاها في غيابه ، وماذا أحدثته الأيام في كيانها الذي بات يضمحل شيئا فشيئا .
حان الموعد الإلكتروني الذي سيجمعهما معا في جو رومانسي مليء بالإثارة ! فتحت بريدها الإلكتروني منذ ساعة قبل الموعد ، ظنّت بأنه إن أنهى عمله قبل الموعد سيحدثها ، بقيت تنتظر قدومه ، بقيت تنتظر وتنتظر إلى أن أتى وحلّ بعد ساعة !
" آسف حبيبتي .. الاجتماع ألهاني عنك ، هيّا أنا معك الآن .. تكلمي .. ماذا حصل بغيابي ؟ " ، أخذت تنخرط في نقر حروف لوحة مفاتيح حاسوبها لترسل له كلماتها وأحاسيسها ، كلماتها وأحاسيسها تنتقل برشاقة عبر الأسلاك والهواء بسرعة الضوء ؛ إذن فهي بذلك أسرع من مقدرة الإنسان على السرعة والإيصال ! بقيت تتكلم وتتكلم وتشكي وتزيح جبالا من الوهن عن صدرها ، استمرت ساعة من الزمن وهي تتكلم وحين فرغت من الحديث .. " حبيبتي لا عليك .. أنت قد فهمت الأمور بشكل خاطئ ، لم يقصدوا ذلك ، وأنا دائما سأبقى بجانبك ، لن أتركك مهما حصل .. حسنا عزيزتي .. أريد منك ابتسامة عريضة ، أريد روح أمل مشرق ، لا أريد أن أسمع حزنك ، هيّا اضحكي " .
فأكبت رأسها بقوة على حرف ( هـ ) في لوحة المفاتيح ، وانهمرت تبكي وتتأوه وتعول في البكاء ، بقيت تبكي حتى نفدت دموعها ، وأصبحت بالكاد تنحدر ، هي بكت بحرقة وألم وشاهدت دموعها كالحمم تتدفق من عيونها ، وهو شاهد ببريده الإلكتروني بسرعته على الإيصال ابتسامتها المشرقة التي زينت وأضاءة ثغرها !
بقلم : إياد عمر أبو عرقوب
بتاريخ : 27 / 8 / 2010
ابتسامة إلكترونية
انقر هنا من فضلك لإكمال القراءة »
التدوين .. حركة إعلامية وليدة عصر التقنية
التدوين هي حركة إعلامية حديثة وليدة العصر الحالي ، تطورت بتطوّر الوسائل التكنولوجية الحديثة ، والتدوين هو لفظ يخص حالة عامة من التدوين ، لكن ما أقصده هنا هو التدوين الالكتروني Weblogging إذ أنه يعتمد على الركيزة الأساسية وهي وسائل الإعلام الحديثة المتمثلة بثورة الإنترنت .
تختلف التدوينات والمدونات باختلاف أصحابها ، فهي تعود في ألوانها لأذواق المدوّنين ، فمن التدوينات المنتشرة حاليا التدوينات الإخبارية والصحافية والعلمية والتقنية والحاسوبية والأدبية والفكرية والفلسفية ، وهناك التدوينات الرياضية والتدوينات التي يقصد منها التسلية والترفيه .
لكن هناك جانب يرجح الكف القائلة بأن حوزته على مدوّنة متنوعة المحتوى هو أفضل شيء يمكن القيام به من أجل مدونة ناجحة ، مستندين في ذلك بأن نوعا معينا من التدوينات سيفرض عليك لونا واحد من الزوار ، ولكي تصل لأكبر قدر من الزوار فعليك أن تنوع المحتوى كي تلامس جميع الأذواق ، وبالتالي ستفيد وتستفيد .
ثورة التدوين أضحت الخيار الأفضل لمستخدمي الإنترنت المنتجين لا المستهلكين ، فقد ظهرت بعد ثورة المنتديات التي باءت في الآونة الأخيرة بالفشل الذريع نتيجة تفشي ظاهرة النسخ واللصق من منتديات أخرى عوضا عن انتهاك حقوق ملكية الكتاب لمواضيعهم ، فبالتالي أصبحت المدونة كونها حيز شخصي لشخص واحد في الغالب أو لمجموعة قليلة من الأشخاص في بعض الأوقات أن تتمتع بطابع شخصي بعيدا عن السرقات الفكرية ، فحين تمعن النظر في مجتمع المدونين فستجد بأن الزائر المتواصل للمدونات سيبتعد تلقائيا عن كل مدونة سياستها نسخ ولصق من مدونات ومنتديات أخرى .
التدوين .. حركة إعلامية وليدة عصر التقنية
انقر هنا من فضلك لإكمال القراءة »