حوار بين طالب هندسة الاتصالات وحبيبته
هو : حبيبتي ألا تلاحظين ما ألاحظه ؟
هي : لا .. وما الذي تلاحظه ؟
هو : لقد لاحظت للتو بأن علاقتنا أصبحت تضمحل بشكل كبير .
هي : وكيف هذا ؟
هو : وجدت أن علاقتنا ببعضنا أصبحت تخضع لقانون الاضمحلال ، وقد أصبح الاضمحلال يتراكم شيئا فشيئا ، فعوامل التشتيت والتفريق قد أثرت على أمواجنا العاطفية المتراسلة بيننا .
هي : وما العمل إذا ؟
هو : علينا التصميم على تعديل الأمور وإرجاعها كيفما كانت .
هي : حسنا ، وكيف يكون هذا ؟
هو : نقوم ببناء دارة مقوم جسريه تقوّم الانهيار الموجي والتقلب المتناوب الواقع في عواطفنا الأثيرية وتبني جسر التواصل بين قلبينا .
هي : حسنا ، هذا جميل ، وماذا بعد ؟
هو : أتذكرين في الماضي حين تلاقينا لأول مرة ؟ لقد استطاعت مجساتي أن تلتقط أمواجك عن
بعد ، أمواجك كانت كبيرة ، كميتها كبيرة ، كميات كبيرة من الديسيبل كنت أستشعرها ، والطول الموجي فيها كان مناسبا لي بحيث أنه ساهم بإزادة المحبة بيننا .
هي : أجل ..
هو : حينها تولدت بيننا روابط تساهمية فعالة ، وعندما أرسلَتْ مجسات عينيك تلك الإشارة المضيئة التي كانت أشبه بضوء اللّد كنا قد وقعنا في انحياز أمامي وقد وصلنا لحد الذروة وقد تخطينا تردد العتبة ، فحينها أصبحت تيارات الإعجاب تسري في أجسادنا ، وحين اقتربنا من بعضنا تولد مجال كهرومغناطيسي جذبنا ، فأسقط قلبي بزاوية 90ْ درجة على قلبك ، لقد كانت الزاوية عاموديه .. أتدرين ماذا حصل بعد ذلك ؟
هي : لا والله .. وماذا حصل ؟
هو : حسنا .. لقد وقع قلبي على قلبك متعامدين ، فسارا معا باتجاه واحد على إثرها ، فكان الانتشار لكلينا في اتجاه واحد ، فأصبحتِ حينها رفيقة دربي .. هكذا كان وقوعي في حبك حبيبتي .
فحبي لك كان .. كسر العتبة وتخطيها ، وسريان تيار الإعجاب في جسدينا ، ثم تولد المجال الكهرومغناطيسي الذي أطاح بنا بقدرته الجاذبة ، فكان بعدها الانتشار الموحد لمركبتينا .. فهكذا كان حبي لك حبيبتي .
لكن لا تبالي .. صحيح أنني متقلب الأطوار بتغير زاوية الزمن ، لكني لن أتردد كثيرا ،لأن التردد الزاوي الذي أمتلكه ثابت ولا يتغير ، هو مستقر فلا تبالي بما يجري حولك ، المهم هو حصولي على الفتاة التي تحمل التردد الملائم لترددي الزاوي .. فإن لم يتلاءم ترددي مع ترددك فسألي مهندس الاتصالات حينها ماذا سيحدث .. لن أقول لك ماذا سيحصل .
هي : حسنا .. وماذا أفعل مع أهلي وأهلك هم كثيرو النزاع ؟
هو : لابدّ وأن تتخذي موقف الحيود ، فهذه تبعدك عن المؤثرات الخارجية التي تؤدي لتضارب أمواجنا العاطفية وتشتيتها ومن ثم ضياعها في الفراغ الخارجي هباء منثورا .
لكن لا تقلقي لقد وجدت الحل الذي يعيد علاقتنا ببعضنا كالسابق ، فعلينا بدورنا تجديد المجال الكهرومغناطيسية الذي يلتف حولك لتزيد الجاذبية بيننا فيؤثر عليّ فأقع من جديد في حبك ، هل ستفعلين ما سأطلبه منك ؟
هي : بالطبع .. فأنا سئمت من هذا الجمود الذي يخيم على علاقتي بك ، لكن كيف ستعالج الأمور ؟
هو : حسنا لا تقلقي حبيبتي ، سأريحك من هذا العناء فهذه سهلة للغاية ، ليتولد فيك المجال الكهرومغناطيسي الذي يجذبني لك يجب أن يسري تيار الإعجاب في جسدك أولا حتى يتحقق هذا المجال ، إذا فالحل أصبح بسيطا ، سأحظر سلكين واحد تمسكينه بيمينك والآخر بشمالك ، ثم سأشبك السلكين على مقبس الكهرباء ، ثم سأضغط على زر التشغيل والبقية عندك .
بقلم : إياد أبو عرقوب
25 / 6 / 2010
انقر هنا من فضلك لإكمال القراءة »