نشرت في موقع وكالة تنفيس للأخبار الساخرة
رابط المقالة الساخرة " صباح الخير صديقي !! "
التاريخ 29 / 5 / 2010 م
غريبة هي طباع الناس ، خصوصا تلك التي تهوى جمع المال وتكديسه في مستودعات البنوك ، حيث تكون شديدة الحرص حين تتقدم للاشتراك مع أحد البنوك على السؤال عن الفائدة ونسبتها السنوية !! ولا تستغرب ذلك فأكثر من نعاشرهم هم من هذه الفئة ، ولا تؤلم رأسك وأنت تفكر في أمرهم ، أو حتى أن تهلك حنجرتك وأنت تتكلم معهم ، فلا أظنك سوف تصل لنقطة تستطيع من خلالها الوصول لطرف خيط يعطيك الفرصة للجلوس معهم على طاولة التفاوض ، أنا قلت التفاوض وليس الوصول لحل !!
تستيقظ من نومك الذي ربما لا يزيد عن الأربع ساعات ، ثم تقوم من فراشك وأنت تتخبط يمينا وشمالا وأنت ذاهب للحمام لتغسل وجهك صباحا ، فتنظر في المرآة وتحدق فيها وتقول للذي يقف أمامك من أنت ! فلا تعرف ما الذي يجري لك لأن النعاس قد أهلك عقلك وأطفأ شعلته ، فصرت أو أنت بالفعل نائم وأنت واقف !!
وبعد أن تلبس ملابسك لتبدو بهيئة الرجل المحترم تتجه للمجهول ، لا .. لقد نسيت أمرا ، فأنت عليك التوجه لموقف الحافلة والمكوث هناك لمدة نصف ساعة على الأقل كي تسمح لك الفرصة بركوب إحدى الحافلات ، ومع التنويه .. يجب عليك أن تحذر من أن تكون حملا زائدا على الحافلة ، فحينها أنت تعلم أين مصيرك سيكون !!
ثم تأتي المرحلة التالية ، الأجرة !! سيقول لك بالتأكيد صاحب الحافلة أدامه الله " الأجرة ازدادت قرشين " لا تحزن يا صديقي ، فالبعض الآخر يقول لك " ازدادت الأجرة خمسة قروش !!" هل تعلم لماذا قال خمسة قروش ؟ بالفعل لأنه ليس لديه صرافة كي يعيد لك الثلاثة قروش !! عليك أن تتحمله يا صديقي ، أعرف بأنك كنت في الماضي تعيد له القروش وتسامحه في أمرها ، أتعرف يا صديقي .. لقد خطرت ببالي فكرة جميلة ، سأقول له اخصمها من تلك القروش التي كنت أسامحك فيها !! في رأيك أتراه يقبل ذلك ؟؟
حين تصل للمكان الذي تقصده فإنك تفرح لأنك تخلصت من لئامه أصحاب الحافلات ، لكن سرعات ما تلطم على وجهك حين تنظر للساعة !! فتبدأ بالركض أو الهرولة إن كنت خجولا من الركض أمام الناس ، فحينها لديك إحدى الخيارين حسب موقعك .. أن تقول للدكتور المحاضر متأسف كانت أزمة المرور ومشاجرة صاحب الحافلة ، ولا تنزعج لأنه وضع لك نصف غياب لأن غيره يضع لك غيابا كاملا !! وإذا كنت تخطيت هذه الفترة فإنك تضطر لسماع توبيخ المدير العام أو صاحب العمل ، ثم تنصرف إلى عملك حاملا خيبات الأمل ، مهلا يا صديقي لقد نسيت أن أخبرك بخصوص خصم المرتب للتأخر الذي حصل معك بسببك !!
وبعد قضاء الوقت الممتع أثناء العمل يستوجب عليك أن تتوجه لمنزلك يا صديقي ، لن أكتب لك ما سيحدث أثناء رحلة العودة في الحافلة فأصابعي تعبت من الطباعة والنعاس سيطر علي ، سأنام بعد قليل والساعة الآن الخامسة فجرا لأستيقظ كما أخبرت أمي في تمام الساعة السابعة صباحا ، المهم في الموضوع أن الحياة جميلة .. ابتسم الابتسامة المشرقة ، أذكر ذلك اليوم حين اشتريت ثيابا جديدة وكنت أنتظر الصباح بفارغ الصبر لأرى رأي أصدقائي بذوقي الرفيع في شراء الملابس ، وأتى الصباح المنتظر قمت فأخذت حماما دافئا فقمت بعدها بكيّ ملابسي وارتدائها وتلميع الحذاء ، ووضعت عطري المفضل وسرحت شعري بالجل ، المهم أمي العزيزة تقول لي " ما شاء الله عريس .. نيالها سعيدة الحظ اللي بدك تقابلها اليوم " ..
خرجت من المنزل .. ابتسم تبتسم لك الحياة .. ابتسامتي عريضة وجذابة ، فرأيت بركة ماء صغيرة في آخر الشارع ، فأعجبني منظرها ، وأنا أسير في طريقي المعتادة أصبحت على مقربة من هذه البركة ، فجاءت سيارة مسرعة ومرت من فوق هذه البركة ، أنا بجانب البركة لكن لم يحدث لي شيء !! وملابسي لم تتبلل !! قلت لك قبل قليل بأنني سأذهب للنوم لكي أستيقظ في تمام الساعة السابعة ، لذلك فكل ما قرأته بعد هذه الجملة كان حلما رويته لك بعد أن استيقظت من النوم ، صباح الخير صديقي !!
0 التعليقات:
إرسال تعليق