أهلا ومرحبا بكم زواري الأعزاء في مدونتي الشخصية الحلم الباقي ..

تنبيه !!
عذرا على انقطاعي عن المدونة والذي كان بسبب تحضيري لمدونتي الجديدة
فلقد تمّ انتقال المدونة من نظام بلوجر إلى نظام وورد بريس ..
وهذا هو العنوان ..
وأشكر لكم تواصلكم معي..

18‏/08‏/2010

الرائحة المقدّسة

الرائحة المقدّسة

smell-sam ألقيت لوحة المفاتيح جانبا فنهضت عن جهاز حاسوبي وهرعت مسرعا لشباك الغرفة المجاورة لغرفتي وذلك كان في وقت متأخر أي ما يقارب الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ، وذلك حين سمعت صوت أختي حين استيقظت من نومها وهي تخاطب أخي الصغير " في ريحة .. شامها ؟ هاي بتذكرها يوم نزلنا ع الضفة " الأمر يبدو طبيعيا لكم ، لكني حين هرعت أشتم الرائحة أصبت بصدمة رهيبة ، وصدقا أصابني الخوف لمجرد أني شعرت بقدسية هذه الرائحة ، وفي الآن نفسه أصابني الارتياح ، فدارت ببالي آلاف التساؤلات ، تلك الرائحة أنا أعرفها حقّ المعرفة ، أختي التي هي الآن في الصف العاشر تذكرت تلك الرائحة التي اشتمتها حين زارت فلسطين لمرة واحدة في حياتها ، وكانت زيارتها لها قبل دخولها للمدرسة ومن ذلك الحين لم تدخلها ! ما يقارب العشر سنوات لذكرى اشتمامها لتلك الرائحة فكيف تذكرتها وهي لم تزر فلسطين إلا مرة واحدة .

أنا زرت فلسطين ثلاث مرات مع العلم بأنني فلسطيني الجنسية وهناك هي أرضي ووطني ، إلا أنني لم أعش فيها ، حين زرتها السنة الماضية لفتت انتباهي تلك الرائحة ، شعرت بطيبها وبتميزها ، كنت أشتمها في كلّ ناحية من نواحي فلسطين التي مررت فيها ، وجهت السؤال لأقربائي الذي يعيشون هناك حول تلك الرائحة ، فأجابوني بأنه لا توجد أي رائحة !

أدركت تماما بأن أهل فلسطين اللذين يعيشون فيها لا يميزون تلك الرائحة لأنهم في الأصل ولدوا على تلك الرائحة وتربوا عليها ، وذلك وصلت إليه بعد أن عرفت بأن أختي الأخرى التي قدمت معي لفلسطين قد اشتمت تلك الرائحة ، فقد جاءتني تقول لي بأن رائحة غريبة تشتمها في هذا المكان ، تقصد بهذا المكان فلسطين .

حين وقفت على الشباك أغمضت عيناي وأطرقت أصغي لعزف تلك الرائحة في أنفي ، كان الجو في ذلك اليوم صيفيا لطيفا ، ونسائم الهواء كانت تهب بشدّة ، أضواء القدس كانت ظاهرة للعيان كما تظهر في غالب الأيام من منطقتنا عندما يكون الجو صافيا ، أجل فقد شعرت حين اشتممت تلك الرائحة بأنني جالس في فلسطين ، الأحاسيس والمشاهد نفسها تبادرت لمخيلتي ، أحسست بروعة الجلوس والمكوث في وطني المسلوب ، سررت كثيرا لأنني وجدت شيئا من رائحة بلادي وما الأجمل من أن يكون هذا الشيء هو الرائحة ذاتها ! حقا إني سعيد ففي صباح تلك الليلة استيقظت مبتسما فرحا على عكس عادتي .

لكني في الحقيقة لا أعرف مصدر تلك الرائحة ، لا أدري هل هي رائحة الهواء أم رائحة التراب الطاهر أم رائحتها كلها بما فيها ، والسؤال الذي تبادر لذهني متأخرا لأن الرائحة سرقت منّي عقلي ألا وهو كيف وصلت هذه الرائحة إلينا ؟

 

بقلم : إياد أبو عرقوب

بتاريخ : 29 / 7 / 2010


Share/Bookmark

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

سبحان الله

إرسال تعليق

احصائيات الزوار الكرام ..

=====================================