أهلا ومرحبا بكم زواري الأعزاء في مدونتي الشخصية الحلم الباقي ..

تنبيه !!
عذرا على انقطاعي عن المدونة والذي كان بسبب تحضيري لمدونتي الجديدة
فلقد تمّ انتقال المدونة من نظام بلوجر إلى نظام وورد بريس ..
وهذا هو العنوان ..
وأشكر لكم تواصلكم معي..

مقدمة كتاب الأحلام المتساقطة



المقدمة ( مقدمة كتاب الأحلام المتساقطة )

          حين كانوا يسألونني لماذا تكتب .. لم تكن تتوفر لدي الإجابة في ذاك الوقت .. ففي ذاك الوقت لم تكن الكتابة بالنسبة لي سوى أمر أقوم به حين أشعر بالضيق أو الحاجة للكلام وعدم وجود من يسمعني أو يفهمني .. وكنت أخفي الورقة بعدها تحت فراشي أو بداخل كتاب من كتبي .. وعليه فكنت أفرّ لهذا الصديق أشكي له وأحكي له كلّ ما يساور ذهني وكل ما يمس صميم إحساسي من أمور .. فهو المصغي الدائم لي والذي أعلن لي اخلاصه وأمانته في حفظ كلماتي .

بالنسبة لأصدقائي فقد كانوا يرون في مثل هذا الشيء أمرا غريبا فهو تصرف يختلف عن تصرفات بقية الأشخاص الذين هم في مثل عمرنا .. لكني لم أكن أعير هذه النظرة شيئا من اهتمامي .. وباستثناء صديق واحد الذي لطالما كان يشجعني على الكتابة ويعطيني النصائح المفيدة .

وبالنسبة لأهلي فقد كنت أخفي عنهم في بداية الأمر أمر كتابتي فلطالما كنت في الماضي أشعر بالخجل من البوح بالمشاعر .. إلا أن أمي كانت تفتش دائما بين أوراقي خفية وتقرأ كل ورقة كنت قد كتبتها لأنها شعرت بأنني أكتب وأخفي العديد من الأمور .. لم أكن حينها أعرف بأنها تفعل هذا الشيء .. وفي النهاية صارحت أهلي بهذا الشيء وقد كانوا دائما يشجعونني على الكتابة .

          تعلمت أمورا كثيرة من الكتابة ، أهمها كيف يشعر المرء بعظمة نفسه حين يمسك قلمه ويكتب ثم يتأمل بصمت كل كلمة كان قد كتبها ورسمها صورة بخياله ، يريد بها إيصال إحساس ما أو فكرة ما ، وليس المهم هو كون هذه الأحاسيس التي يخاطب الناس بها هي أحاسيسه أم لا مقارنة بقدرته على فهم هذه الأحاسيس وتمثيلها ورسمها بالكلمات ، حتى تكون هذه الكلمات شيئا قادرا على تحريك الجزء الصامت من الإنسان ، وهو الإحساس الذي هو أجمل ما في الإنسان والذي يحمل ويمثل جوهره الجميل ، وصمت هذا الجزء أقصد به هو أنه غالبا ما يكون صعبا على الإنسان البوح بمشاعره ، إما بسبب الخجل أو الخوف أو حتى عدم القدرة على التعبير عن المشاعر التي تجول في صميم النفس .

          اخترت أن أسمي كتابي هذا بـ " الأحلام المتساقطة " فهو حتما ومما لاشك فيه أن حياتنا هي بالطبع هكذا .. أحلام ولدت أيام الطفولة وترعرعت أيام الشباب وحتما حين يأتي الخريف المتبوع دوما بالشتاء فإنها ستموت وتتساقط الأحلام كلها من بعد موتها أمام مرأى عين صاحبها ، لكن لا بأس في ذلك فكثيرنا اعتاد على مثل هذا المشهد ، وربما أجدها عند البعض الآخر بأنها ليست أكثر ولا أقل من أحداث تقبل التحقيق أو ترفضه . أما من نظرتي الشخصية للعنوان فقد قصدت به شيئين احتفظت بهما سرا لنفسي فهما كانا أحلاما متساقطة وما زالا كذلك .

          لقد تعلمت من الحياة أن الحياة لا تعطيك كل ما تريده .. وإن أعطتك فلا تفرح ؛ لأن الحياة حينها قد تعطيك ما تريده لكن بعد فوات الأوان ، لتبقى أسير قوقعة الحزن التي في كل يوم تزداد شيئا فشيئا ، لتجد أن كل شيء في طريقك يشدّك نحو هذا الشيء ، فحين ترى هذا الشيء الذي تريده ينتابك الحزن لعدم قدرتك على امتلاكه .. وربما هو أيضا يلقي السلام عليك حين تمر أمامه مصادفة .. فستجد حينها بلا شك أن الحزن هو رفيق مخلص لدرب حياتك الطويل .

          يا قارئي العزيز أرجوك لا تخطئ فهمي وتظن بأنني متشائم ، حتما لا .. فأنا لست كذلك ، ولن أكون يوما كذلك ، لكنني أخبرك بحقيقة الحياة ، فحبذا أن يكون الإنسان رغم كل شيء قويا ومتفائلا ، وأن يعكس الصورة التي تخبر الجميع بأنه رغم كل شيء هو لا يسقط وإن سقط فإن هذا السقوط يدعوه لأن يقوّم اعوجاجه ، وينهض من جديد ، فهو كالغصن اللين الذي يتأثر بكل موجة ريح تعصف به وينحني ، ولكنه مهما كانت هذه الأمواج قوية وعاتية فإنها حتما لن تستطيع كسره ، وإن مال وانحنى فإن هذا الميلان والانحناء يدعوانه لأن يكون أشد صلابة في مواجهة الصعاب ، وأشد ضراوة في مجارات عوالم المجهول ، وأشد تصميما على الإبحار عكس التيار .

          " أنا لا أدري لم التشاؤم ، فالحياة جميلة وتستحق منّا أن نعيشها ، ربما الأيام المقبلة سترينا جوهر الحياة ، أو ربما سترينا نهايتنا ، لكن لا بأس إن واجهنا الحياة ببعض من البسمات العريضة التي تعكس ثقتنا بأنفسنا ، وأننا مهما رأينا سنكون أقوى من المصائب " والتي دائما أرفعها شعارا لي .

          أما بالنسبة لما أكتبه فهو في أغلبه من وحي الخيال ومن مشاهد الحياة وتجارب الآخرين ، حيث أنني أستمتع في وصف الأحداث وتخيلها وترجمتها على الأوراق ، وما ورد من كتابات بأسلوب التحدث عن النفس فهو ليس أكثر ولا أقل من أسلوب سردي من الأساليب المتبعة في الكتابة وما قصدت به نفسي .

بقلمي الذي ملّ الكتابة على الورق
إياد عمر محمد ابوعرقوب


Share/Bookmark
انقر هنا من فضلك لإكمال القراءة »

احصائيات الزوار الكرام ..

=====================================