أهلا ومرحبا بكم زواري الأعزاء في مدونتي الشخصية الحلم الباقي ..

تنبيه !!
عذرا على انقطاعي عن المدونة والذي كان بسبب تحضيري لمدونتي الجديدة
فلقد تمّ انتقال المدونة من نظام بلوجر إلى نظام وورد بريس ..
وهذا هو العنوان ..
وأشكر لكم تواصلكم معي..

01‏/04‏/2010

موجز في لغة الحياة


موجز في لغة الحياة
كتبت بتاريخ : 22 / 1 / 2007

يمضي يوم تلو يوم، وساعة تلو ساعة ، وها هي الأيام تمضي راسمة سطرا يحاكي ذكريات تصارعها حياتنا ، بمافيها جهلنا ومعرفتنا لها .

نحن نمزق بعض المبادئ، ونتنكر بين بعضها ، ونحب بعضها ، ونكره بعضها الآخر ، ولكننا أمام حقيقتها التي خلقتعليها متمردون .

نحن نتباهى بما ليسفينا ، ولا نضع كل شخص في مكانه الذي يناسبه ، وندعي الإنسانية وما كانت فينا يوما، وحقيقتنا التي تكمن خلف ذاتنا تحب نفسها ، فهي تحب الحياة لها والموت لغيرها ، ومنخرج عنها فهو الطاغي المفسد ، ويجب وضع البنان عليه كي يحيا تحت قانوننا .

في كل يوم نزداد حكمةبأن الحياة لا تسير كيفما نشاء ، فنحن فيها مسيرون ولسنا سائرين بإرادتنا ، وإننا سائرونوراء ما تشتهيه أنفسنا ، وهذا عيبنا الطاغي علينا وعلى غيرنا .

في كل يوم يولد صباحجديد لا نعلم بما ينتهي أو بما يبتدي ، ما نعلمه هو أننا سائرون فيه وإلى متى لا ندري.

وكلنا مسيرون بأقدارنا، بعضها يسرنا ، وبعضها الآخر لا يسرنا مطلقا ، والحكمة المرادة من خالقنا أن نسلمأنفسنا لهذه الأقدار لتكتمل مبادئ الدين الذي فرض لنا .

ذاك الشريف ما سلمطغيان عالمه ، فهو فيه كالنبي أيام قريش وأعوانهم ، فكلمة الشريف لها مقدار لا يتعدىكونها مكونة من عدد من الحروف .

ويفخر جاهلنا بأفعالهالتي تعيبه ، وما إن يعاب الشريف بأمر فعله خطأ حتى تجد سيرته قد ملأت الدنيا تعيباوازدراءً منه .

وما إن يتهم الخجولبأمر ما فعله مطلقا حتى تجد لسانه قد انعقد عن الكلام ، خجلا وتهيبا من الإتهام ، فيقال: هو المجرم ما استطاع الدفاع عن نفسه ، فأقيموا عليه ما أمرتكم به نفوسكم ، ويال أساهفقد ظهر بمظهر المجرم وما هو مجرم ، ولكن آفة الخجل قتلته .

وقد تسير في أرض علىغير هداك ، فإن سألك سائل : إلى أين مسلكك ؟ فتجيب : لا أعلم ، يكفيني أن أجدادي قدسلكوا هذا المسلك ، وأنا حفيدهم وسأسير على دربهم .

وها هنا جهلنا وتقليدناالأعمى يوقعنا فيحطمنا ، حتى لا نجد ما ندافع به عن أنفسنا ، ولا يبقى لنا سوى أن أجدادنافعلوا هذا ، وعلى هذا الأمر نجني على أنفسنا لجهلنا ما نقوم به .

بعضنا يسير في هذهالأرض رافعا رأسه ، لا يكلف نفسه أن يلقي نظرة لما بجانبه أو أسفله ، فهو سيد الأرضبلا منازع ولا مناقش .

وترى بعضنا الآخرماشيا بوقار . . مؤمن بخالقه وفطرته نحو ربه ، فتراه إن امرءً بادره السلام وعلى وجههتلألأت الإبتسامات في وجه أخيه ، فيحبب البشر فيه .

وترى آخرين يمشونفي طريقهم باسطي الأيدي يشعرون من يراهم بأن القوة والغلبة والسلطة لهم ، وما هم إلاأطياف أشخاص تحتمي خلف تصرفات أنفسهم ، لتردّ خوفهم الداخلي الذي يسكن نفوسهم مذ خلقوا.

وذاك الذي يستعبدالناس وما هو بخالقهم أما تذكر أنه ولد طفلا صغيرا يحتمي بوالديه ، أم أنه يزعم بأنهقد كبر وعظم شأنه .

وذاك الذي يحيا كأنبينه وبين الآخرين جبالا وأودية من الفروق يال حسرته في حياته ، وإن كان أعلاهم وأكبرهممنزلة ، فحياته ملؤها العذاب ، يشرب فيها كأس التعب والوحدة .

وذاك الذي ينشئ الحقدوالعداوى أما تعبت نفسك من أفعالك ؟

وذاك الذي يريد مننفسه أن تكون مكان الآخرين ألم يعطك الله شخصا يميزك عن غيرك ، ليكون لك طابع خاص بكتعرف به ؟

وذاك الذي تأتي الريحبه وتذهب به ، كيف لك أن تنقاد ولك عقل وقلب يفكر ويحس ؟

وهذا الذي عليَ قدره، ما عليَ إلا بطريقتين احداهما كونه بارعا ، وأخراهما تخلف مجتمعه .

وهذا الذي يحزن ،يبكي فيحتاج صحبه ليحكي لهم ما تساوره نفسه في غيابهم .

وفي طعنك لظهر أخيكوأنت توهمه ما يريده منك خيانة ، تجرح مكارم الأخلاق ، وكيف لنا أن نخون صديقا لطالمااعتبرنا الصديق الأعز لنفسه منذ أن ابتدأت الحكاية .

ونحن نرى جميعا أنزماننا الذي نحياه جميعنا في كل ثانية تمضي منه يقترب أكثر فأكثر من الهاوية ، ونحوالتراجع للخلف ، وهذه آفة الزمان مهما تألق وتجمل .

هنا . . في هذا الزماننرى أن الخداع والمكر هما وسيلتان يكتسب بهما الفرد حقوقه الغير مشروعة له ، مما يسببللشرفاء ضياعا في الحقوق واحباطا في المعنويات .

ونرى التعصبات القبليةوالعشائرية التي لطالما كانت تبرز تخلف فاعليها وجهلهم للحياة .

    كسر في ونرى أيضا المبادئ الاجتماعية ففيها تخلد فكرة في أذهان البشر مبنية على فهمغير كامل للأمور التي فيها شرعية من الأديان السماوية .

وما إن يقع شجار بينالأبناء وآبائهم حتى يسرع الجميع بإلقاء لومهم وعتابهم على الأبناء ، غير مدركين منهو الصائب ومن هو المخطئ ، وإن قام الفتى يبين فعلته أمام أبويه قاما وسارعا بإعطائهدروسا تفيد معنى بر الوالدين ، فإن كان على حق أصبح مجرما في نظرهم ونظر الآخرين وغدامضطها ، فعيبهم الطاغي على على سلوكهم أخذهم مبادئ لا يطبقونها على حروفها مضافة ًإلى عدم عدلهم في جمع بيانات المشكلة .

في بعض الأحيان لايمكننا أن نغير من حياتنا شيئا ، وذلك حينما نوضع أمام أقدارنا . . نقف عاجزين عن تغييرها، وفي الوقت ذاته نشعر بأننا أضعف من أي وقت قد مضى علينا فنستسلم لهذه الأقدار . وماأعنفها من أقدار حينما تكون عكس رغبتنا . . في هذه الأحيان يجب علينا أن نستخدم حكمةالحياة لكي نبقى أحياء بالهيئة الطبيعية . وفي أحيان أخرى نجبر على أن نقوم بأعمالعكس عواطفنا ، يمكن لهذه الأعمال أن تخدم مصالحنا ، وربما لا ، وربما تخدم مصالحناولكن بالإكراه ، وربما العكس أيضا . وتكمن براعة الشخص حينما يجعل من شتى الظروف أسلبيةكانت أو إيجابية أن تلتف حول محور يحقق الاعتدال له . وفي أحيان أخرى يقوم الشخص بأمورهو نفسه لا يعرف لما يفعلها ، فهذا أدنى ما يمكن للمرء أن يفهمه إن سمحت له الفرصة.

هي حال الدنيا ؛ أسلافناجاؤوا قبلنا ، عاشوا . . أصلحوا في الأرض . . وبعضهم أفسد . . فرحلوا ، وهاهم أبناءبني الحاضر يدفعون ثمن مالم يصنعوه بأيديهم .

في هذه الحياة يستحيلوجود العدل وعدم الظلم ، فبعضنا يأخذ حقه وبعضنا لا يأخذه مطلقا ، ولكي نعيش ساكنيالأنفس لابدّ لنا من الرضا عن كل شيء يمضي فينتهي .

يعرف البارعون بسماتهموتضيع خلفهم أصوات البسطاء ، تاركة خلفها أرضا قاحلة وقفرة من الأمل والحياة في نفوسالبسطاء ، وتارة تجد أن البارعين أصابهم داء العظمة حينما يروا أنهم ملوك زمانهم ،وأن لهم أثرا في حياة الآخرين ، وتجد آخرين ما مسّت العظمة شيئا في نفوسهم ، يزينهمالتواضع وفيه أثر على البسطاء .

وللشعراء حياتهم فهمبني المتألمين ، يتألمون ألمين ؛ ألم كألم بني آدم ، وألم فيه شخص الشاعر وقلمه حينمايواجهان الحياة .

وفي الصداقة حياةلمن أراد الحياة ، وفيها كنز ما ساواه كنز ، فهي تغني عن العيش الرغيد ، وفيها مواساةلجرح الأحباب .

وفي العشق داء لجميعالأنفس ، وفيه سحق للمعنويات  واعتزال للحريات، وفي بعضه الآخر تجديد للحياة وانعاش للأنفس ، وتأديب في الخلق ، وثقل يحفظ مالكهويصون له سمعته .

وفي مكارم الأخلاقلحلاوة تعلو كل ما هو جميل ، وتزين كل ما هو قبيح .

وما بعث رسولنا إلالإتمام مكارم الأخلاق ودعم الإنسانية ، كي تسلك طريقها نحو الهداية ونبذ الضلالة .

وما أجمل من فتى ذوعلم وثقافة ، تزينه آدابه وتستره مكارم أخلاقه ، فذا يعيش مستور الحال غير مهان فيكرمته ، يجد من يحبهم أمامه فلا يلومه لائم ، ولا يهجوه هاج ٍ .

ومن أسدي أمانة فحفظهاوصانها كما تصان الأنفس الطاهرة فيا بشره من ذكره حينما يذكر الصوالح .

وخير الأصدقاء منصدق قوله ، وستر حال صديقه حينما يذكر بسوء ، فاعلم ! أنه هو الصديق المخلص .

ما كان لأوقات الفراغسوى أن ترفه من يود الترفه لضيق عيشه ، وزيادتها كانت داءً للعظماء تسبب ضيقا في أنفسهموألما حادا لهم .

وللحياة مع الطبيعةأثر في نفوس البشر حينما يمضون فيها أمتع الأوقات ، تحت سماء زرقاء على أرض عشبية بجانبهابحيرات وشلالات .

لا شيء يدعو للهمفي حياتنا ، فنحن نجري في هذه الحياة مثلما كتب لنا في أقدارنا .

فنحن نحزن ونفرح ونضحكونبكي ، وبعضنا يتألم ، ولكن الحياة مستمرة مهما حصل ، فانظر للأفق مهما تعقدت الحياة.

فلولا ثمرة ألم علىجبين تعب ، ولولا دمعة أسفل عين تبكي ، لما عرف طعم السعادة إنسان يحيا ، فمن مجهولالأيام تأتي العبر ، ومن ذكرى الأيام تأتي المودة ، وعلى محاسنهما ترنم في جداول الحياة، حتى تطرب من لا طرب له ، فالأفق فيه ميلاد لحياة جديدة ، والأمس فيه مدفن ما قد مضى، ودع الأمل وليد قلبك ولو كنت على حافة قبرك .

نحن البشرية التيتحب الحياة حينما تعطينا كل ما يفرحنا ، ونكرهها حينما لا تعطينا ما يفرحنا ، ونحنالذين لم نفكر بأن نحب الحياة ولو لمرة واحدة إن لم تعطينا ما يفرحنا .

وحزننا وفرحنا وتجاربناتفتح لنا الباب حتى نحتسي من الحكمة .

ولا تضيق ذرعا منحياتك ، فالغد فيه ما يفرح وإن خفي عنا ، والأمس . . هو يهون في نفوسنا عما في الغدوإن علم مكنونه .

والزمان فيه أيامهفتصفح . . وانتقي منه ما أعجبتك سيرته ، كي ترويه لمن يقدر حقه .

يا من يشتهي العذابلنفسه ، أما كفت يداك عن فعلتهما ، ففيك عذاب لنفسك فكيف لغيرك ؟

يا من تحيا على موتغيرك ، ماذا لك أن تقول لو كنت تعاني كما يعاني هؤلاء ؟

يا من يأكل مال غيره، ماذا تقول لو أن المال مالك ؟

يا من يطغو في ديارنا، ماذا لو أن الديار ديارك ؟

يا من يحرمنا حقنابخداعه وغشه ، ماذا لو كنت مكاننا ، أكانت ستسرك حالنا ؟

يا من يستغل الناسمتاجرة ، كيف لك لا تشعر بما تفعله ؟

يا من يفسد حياتنا، أليس لك حياة لا تحب افسادها ؟

فكلكم الشر يسكنكم، فنما فيكم ، فسيطر عليكم .

قلوبنا ضجرت بكم وأنتملا تضجرون ، أما آن لكم أن ترتحلوا من أسطر حياتنا لنعيد كتابتها ؟

 وفي كلا الحالات فإن الدهر يسير على نهج ما تغيرمذ بان ، فنهجه صراع بين الخير والشر ، تأزم في الحياة ، وفرج مهما طال به الزمن ،وعلى هذا فإن للإنسان دور سواء أكان يمثل الخير أم الشر ، يتمثل في إدراكه أن قوى الخيرالمستمدة من الإلاهية الخالقة للكون ستنتصر ، تاركة خلفها جنودا إبليسية دنسها طغيانالبشرية الإبليسية .

وقد ظهرت أول حكايةمن حكايات الطغيان البشرية منذ أن سكن الستة سطح الأرض لأول مرة ، فرأينا كيف استولتالقوى الشريرة على قلب قابيل حتى مكنته من قتل أخيه هابيل .

وهكذا . . فإننا لسناأول من عانى من صراع الخير والشر ، فهذا قد تجسد منذ العديد من القرون التي مضت .

وهذا هو الزمان هويعيد ذاته ، لا يقدم شيئا جديدا ولا يؤخر ، ما قد سلف هو ما سيأتي ، وحين ينتصر الخيرالانتصار التام تكون حياة بني البشر قد شارفت على الانتهاء لتستقبل يوم الحساب الذيوعدنا به من قبل إلاهنا قبل خلقنا .

وعليه فإننا سنجدمن يضايقنا في كل طريق نطرقه ، وفي كل وجهة نتجه لها .

Share/Bookmark

0 التعليقات:

إرسال تعليق

احصائيات الزوار الكرام ..

=====================================