حاجتنا لهم

Tweet

حاجتنا لهم

كتبت بتاريخ : 1 / 1 / 2010

(1)

الحياة درب طويل

طريق شاق مملوء بالمفاجئات

تصادف فيه العديد من العقبات

تتجاوز بعضعا

وتسقط في بعضها الآخر . . .

تعيش فيه الفرح

وتعاشر الحزن فيه أياما . . .

تكون قويا

وتعاشر الضعف فيه أياما . . .

تكون منتصرا

وحينا آخر مهزوما لأيام . . .

(2)

تتكلم عما تريد

ومتى تريد

وكيف تريد

لكن في بعض الأحيان

لا يخرج الكلام من شفتيك

وتراه حينا آخر لا ينطق بقلبك

فيصنع الحرقة بين جوانب قلبك

فتعشش النيران بين أضلاعك

وليس لك ماء تخمد لقلبك نيرانه . . .

(3)

تسقط على هذه الأرض ضعيفا

محتاجا لمن يحتضنك بدفء حنانه

حتى تبلغ أشدك

ثم . . في لحظة أخرى

تكون لك الرغبة في السير مستقلا عن غيرك

معتقدا أنك قوي ولا تحتاج أحدا آخر

ولن تحتاج لسند يقوّم تمايلك

لكن . . سرعان ما تغادر هذه اللحظة

لتعيش لحظات أخرى

تعرف فيها أنك ضعيف

تحتاج من حولك

تحتاج الأب

تحتاج الأم

تحتاج الأخ

تحتاج الصديق

تحتاج لشخص آخر . .

شخص غريب عن نمط الحياة التي اعتدتها

تحتاج شريكا يشاركك كل حياتك

في الفرح يفرح ويشارك

وفي الحزن يحزن ويواسي

وفي الدرب يكون الأوجه لعملة واحدة

فتراه الحبيب

وتراه الأهل . . وتراه الصديق

تحتاج لهويتك

لأصلك ووطنك

فدونها تشعر بأنك ضائع

تسير سير الطفل في متاهات الدنيا

دون أن تصل لشيء

تحتاج الأهل . . يؤنسوك أيامك

تحتاج الأصدقاء . . تشكي لهم الأيام

تحتاج القلب الذي لأجله أصبحت قويا

تعارك الحياة فيه

وتبسط الأمل فيه

وتبني العروش عليه

الأحلام كلها يمسك بها بقبضته

تكون قويا بقدر ما تكون قبضته قوية

وبقدر ما يكون متمسكا فيك

يعلمك كيف تكتشف أسرار نفسك

فيجعلك تكتشف قوتك

وتعرف عظمتك

يكون له الفضل الكبير عليك

دون أن يطلب المقابل منك

يسألك محبتك

وصدقك فيه وإخلاصك

وربما . . .

يكون هو نفسه لا يعلم ماذا قدم لك

لكن . . .

لن يخفى عنه أنه يحتاج أمانك

يحتاج النوم بين جناحيك

فخذه بالعين الحنونة

والقلب الدافئ

واسقيه كأس السعادة

لا تجرح قلبه

فهو يحبك ويغار لأجلك

عش الحياة معه بالحب

لا تجعل الحياة معه روتينا يوميا

فتقتل الحب بينكما

حافظ عليه مادام يحافظ عليك

ولا تحاول أن تخسره

(4)

تحتاج لمن يعلمك كيف تبتسم

والدمعة تنحدر من عينيك

تحتاج من يمسح لك دمع قلبك

ويكون بلسم جراحك

تحتاج اليد التي تمد لعونك

تحتاج الأعين التي تبقى ساهرة لراحتك

تحتاج المشاعر الصادقة المستفيضة بالحب الوفي

تحتاج العيش حيث تحب وترتاح

تحتاج أن تحلم كما يحلو لك

مثلما يحلم غيرك

تحتاج أن تكون إنسانا

له أهدافه وطموحاته

له آماله وأحلامه

كتبت بقلم إياد عمر أبو عرقوب

مضى من عمري ما يقارب 19 سنة ( 24 / 2 / 1991 ) .. مواليد عنيزة / السعودية .. جنسيتي فلسطينية من دورا الخليل .. أقيم في عمان / الأردن .. وأدرس هندسة الاتصالات || كاتب في وكالة تنفيس .. وأنشر أحيانا في جريدة الدستور الأردنية ( ملحق الشباب ) وفي العديد من الصحف الإلكترونية المنتشرة عبر الشبكة وأيضا مدوّن وهذه مدوّنتي ّ

حاجتنا لهم