وأخيرا يا عربية .. وبعد عناء لكن !
حين جاءنا خبر العزوف عن بيع الكلية العربية وعدم قبول الوزارات التوقيع على أي ورقة من أوراق البيع قبل تخرج آخر طالب في الكلية العربية غمرت جميع الطلاب وجميع العاملين في الكلية العربية الفرحة ، كنت واقفا حينها على مقربة من بوابة الكلية فرأيت كيف أصبحت الهتافات والأصوات تعلو فرحا ، والله إنها كانت لنصر كبير فقد حق الحق وزهق الباطل ، وقد تجرد كل من كان له يد في هذا الموضوع من وسائله الدفاعية فقد ظهرت حقيقتهم ونواياهم أمام الجميع ، والكل أصبح يعرفها على حقيقتها ويعرف تناقضهم سواء أكان مستمع الخبر له ما يربطه بالموضوع أم لا ، فما يهمنا نحن كطلاب في الكلية العربية أن جميع الجهات المعنية قد سمعت أصواتنا أخيرا ، وقد خرجنا من هذا المأزق بأقل الخسائر وحمدا لله على كل شيء فلولا وقفة الجميع بجوارنا وخاصة أبناء الخير اللذين جبلوا على تقديم الخير لما كان ما كان ، وإليهم أتوجه بالشكر باسمي وباسم جميع طلاب الكلية العربية .
لكنّ المؤسف في الأمر أنه لم يتح لنا إكمال الفصل الصيفي داخل أسوار العربية ، فعلينا الآن أن نلتحق بإحدى كليات المجتمع الأخرى لتقديم الفصل الصيفي ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه : ما دامت الكلية العربية لن تباع حتى يتخرج آخر طالب فيها فلم لا يوجد فصل صيفيّ ؟ وما دامت أيضا كلية خاصة ، فلم هذا التناقض ولم هذه المراوغة ؟ أصبحت أشعر بأنني طفل صغير تريد أمي أن تسكتني لأنني طلبت منها أن تشتري لي عشر مصاصات ، فبعد أن غضبت مني واستاءت فقررت أن لا تشتري لي أي مصاصة إطلاقا فتراها حنّت علي فقررت أن تشتري لي مصاصة واحدة فقط ، أين التسعة الأخريات !
لا علينا هكذا هي حالنا ، تكرموا علينا بالفصلين وحرمونا من الفصل الصيفي ، ليقول بعضنا المقولة المعهودة " احمد ربك إنهم خلولنا الفصل الأول والثاني " فيظهر على إثرها أسياد المال أقصد أصحاب الكلية ذوي فضل وكرم على طلابهم الذين هم بمثابة أبنائهم ، بصراحة أنا لا أدري لم أكتب فأنا من أشد المقتنعين بأن الصمت هو أبلغ من الكلام والصمت يحمل معنى أكبر مما تحمله الكلمات ، وكما أنه أيضا في بعض الأحيان الكلام لا يقدم ولا يؤخر ، لكن دعني أقوم بواجبي الوطني اتجاه شخصيتي !
لكن ما أعجبني هو أن أبناء الكلية العربية كانوا يدا واحد ، تتكلم بصوت واحد ، وتناشد بصوت واحد ، ثابتوا الخطى ، لا تزعزعهم حشرة ، وهذا أجمل ما يكون في أمة ، فيا لله ما أجملكم وما أطيبكم ! وعسا أن تكون بوادر خير دائم وأن لا يتكرر معنا مثل هذا الموقف .
بقلم : إياد أبو عرقوب
بتاريخ : 16 / 6 / 2010 م
0 التعليقات:
إرسال تعليق