أهلا ومرحبا بكم زواري الأعزاء في مدونتي الشخصية الحلم الباقي ..

تنبيه !!
عذرا على انقطاعي عن المدونة والذي كان بسبب تحضيري لمدونتي الجديدة
فلقد تمّ انتقال المدونة من نظام بلوجر إلى نظام وورد بريس ..
وهذا هو العنوان ..
وأشكر لكم تواصلكم معي..

04‏/09‏/2010

ابتسامة إلكترونية

ابتسامة إلكترونية

4617alsh3er ضاق صدرها بحزنها .. انقبضَت عروقها .. خُنقت أنفاسها .. مكبوتة لا تستطيع البوح لأيٍّ كان من البشر ، أطبقت على نفسها بين أربعة جدران معتمة تقترب من بعضها البعض في كل شهقة ، وسقف أصبح يردّ كلّ أمل أراد أن يهبط ويهدهد على صدرها .

تناولت هاتفها ، نقرت أرقامه بأناملها المرتجفة ، نسيت نفسها ، استفاقت على صوته : " حبيبتي .. أين أنت ؟ لم لا تجيبي ؟ " تمالكت أنفاسها وقالت له : " ها أنا هنا .. أنا أحتاجك .. أنا أريدك بجانبي .. هناك ما يطبق على أنفاسي وأتمنى وجودك هنا بجانبي " .

" أوه حسنا حبيبتي .. لا عليك .. بعد خمس ساعات سأتحدث معك عبر البريد الإلكتروني ، ارتاحي الآن ريتما أنهي عملي ، لأني مشغول جدا ولدي العديد من الاجتماعات لهذا اليوم "

أغلقت هاتفها ورمته خلفها ، كمرت نفسها في غطائها ، هبّت نسمة رياح أبعدت شيئا من الستارة عن الشباك ، فتغافلت ألسنة الشمس الشباكَ فتسللت إلى قسمات وجهها العابسة ، نهضت .. هبت كما الرّياح .. أحكمت إغلاق جميع النوافذ .. وعادت تعد الخمس ساعات الثانية تلو الثانية ، تتقلّب يمينا وشمالا ، تتمنى وجوده بجانبها ، لتحكي له وتشكي له ما جافاها في غيابه ، وماذا أحدثته الأيام في كيانها الذي بات يضمحل شيئا فشيئا .

حان الموعد الإلكتروني الذي سيجمعهما معا في جو رومانسي مليء بالإثارة ! فتحت بريدها الإلكتروني منذ ساعة قبل الموعد ، ظنّت بأنه إن أنهى عمله قبل الموعد سيحدثها ، بقيت تنتظر قدومه ، بقيت تنتظر وتنتظر إلى أن أتى وحلّ بعد ساعة !

" آسف حبيبتي .. الاجتماع ألهاني عنك ، هيّا أنا معك الآن .. تكلمي .. ماذا حصل بغيابي ؟ " ، أخذت تنخرط في نقر حروف لوحة مفاتيح حاسوبها لترسل له كلماتها وأحاسيسها ، كلماتها وأحاسيسها تنتقل برشاقة عبر الأسلاك والهواء بسرعة الضوء ؛ إذن فهي بذلك أسرع من مقدرة الإنسان على السرعة والإيصال ! بقيت تتكلم وتتكلم وتشكي وتزيح جبالا من الوهن عن صدرها ، استمرت ساعة من الزمن وهي تتكلم وحين فرغت من الحديث .. " حبيبتي لا عليك .. أنت قد فهمت الأمور بشكل خاطئ ، لم يقصدوا ذلك ، وأنا دائما سأبقى بجانبك ، لن أتركك مهما حصل .. حسنا عزيزتي .. أريد منك ابتسامة عريضة ، أريد روح أمل مشرق ، لا أريد أن أسمع حزنك ، هيّا اضحكي " .

فأكبت رأسها بقوة على حرف ( هـ ) في لوحة المفاتيح ، وانهمرت تبكي وتتأوه وتعول في البكاء ، بقيت تبكي حتى نفدت دموعها ، وأصبحت بالكاد تنحدر ، هي بكت بحرقة وألم وشاهدت دموعها كالحمم تتدفق من عيونها ، وهو شاهد ببريده الإلكتروني بسرعته على الإيصال ابتسامتها المشرقة التي زينت وأضاءة ثغرها !

بقلم : إياد عمر أبو عرقوب

بتاريخ : 27 / 8 / 2010


Share/Bookmark

2 التعليقات:

محمد يوسف يقول...

روعةإياد ما شاء الله

Eyad Omar Abu arqoub يقول...

محمد يوسف لك الشكر على مرورك (^_^) ..

إرسال تعليق

احصائيات الزوار الكرام ..

=====================================