آلفا بيتا غاما
مذ كنت طفلا صغيرا كنت أتمنى معرفة ما تعنيه الرموز آلفا (α) بيتا (β) غاما (γ) اللاتي ارتبطت بذاكرتي منذ نعومة أظافري ، أحببتها كثيرا ، وكنت أمسك كتب الفيزياء بكل شوق ولهفة واهتمام بها إن رأيت أحد هذه الرموز فيها ، وذلك لأنني كنت أؤمن بأن معرفتي لهذه الرموز ومعانيها الفيزيائية ستجعلني أعرف كيف أضع تصاميما للآليين المقاتلين آلفا بيتا غاما الذين كنت أتابعهم بكل لهفة في رسوم الكارتون " الشجعان الثلاثة " !
أليست جميلة أحلامي وطموحاتي ! ما زلت أكن لتلك الأيام حبا عميقا فلا تزال تأخذ مني ذكريات كثيرة .
لقد وصلت إلى الوقت الذي أدرس فيه موادا تضع بين ثناياها مثل هذه الرموز ، ولكن همتي في دراستها ليست كما كانت ! فالأمور بالتأكيد لا تبقى على الشاكلة ذاتها التي خلقت عليها ؛ إذ أن كثيرا من الأمور حين ننغمس فيها في قلب الحدث تتغير عما كانت عليه ، فلا تبقى بثوبها الذي عهدناه ، وذلك لاختلاف الحقيقة عما هو مطبوع في مخيلاتنا ، فتصبح هناك نظرة مغايرة ومعاكسة لهذا الشيء عما ألفناه .
لكن أظن بأنه لو كان هناك نوعا من التناسق ما بين تلقينا للحقائق المختلفة ومراعاة تصوراتنا لهذه الحقائق لكانت لدينا نتائج أفضل ، ولكنا قادرين على أن ندعم بتصورات مناسبة راسخة في الدماغ عملية التعلم التي أصبحت بالكاد تحوي أسلوب المتعة في التلقي .
بقلم : إياد عمر أبو عرقوب
بتاريخ : 26 / 8 / 2010
0 التعليقات:
إرسال تعليق