رسالة شفوية
أعطني يدك الغضة أحميها بقبضتي ، دعينا نخرج لنزهة نعتصر فيها أحلامنا لتروينا عُصارَتُها ، ترنمي راقصة في فوضى شعوري ، تقلبي .. أمطري ماء حنانك عليّ واجرفيني بسيولك الضارية إلى الصميم ، أو اقصفيني برعد غضبك واشعلي نارا بقلبي لا تبيد ، هاهنا صمت يطفق شفتيك .. لا .. تكلمي ولا تصمتي .. لا أريد صمتا يطرز عينيك بأوسمة الغموض ، نسيت أن أخبرك أن جنوني أحدثته عيون اعتادت صمتا تتخلله الحيرة بين ثناياه .
أترين أني أصبر على هذه الحيرة .. كفاك تحديقا بي .. ثمن قاموس ترجمة عينيك غال ٍ ، لم أقتن إلى الآن واحدا ، حسنا أيتها الرقيقة .. لنفترش الأرض بساطا من القشّ ، لنجلس حدّ شجرة البرتقال في حيفا ، أو تحت عناقيد كروم العنب في الخليل ، لنرتشف شهد العسل ، لنضيء الليالي بضياء نجم سهير .
لنتحدث قليلا عن محبتي لك ، فقد اجتاحتني عاصفة قدمت من عاصمة عينيك ، بلورتها أنفاسك الندية الفوّاحة بشذى جوريّ نيسان ، محبتي لك صنعتها بسمة على فيك نظرت إليها بطرف عيني .. فسرعان ما وقع فأسك حافرا رأسي بجلّ بأسه ، وقفت أمامك وجها لوجه .. أحسست أنني ملك زماني ، ملكتِ أجمل لحظاتي بتلك الوقفة ، يا الهي كم أسرّ حين أكحّل عينيّ برؤيتك ، يظنوني مجنونا حين أراك ، لا .. لا تأبهي لما يقولون .. فمن ذاك يرى حبيبه ولا يجنّ بحسنه !
ليتحدثوا ما يشاءون ، لست أنتظر منهم رأيا ، كفاني أنك لي وحدي ، وأن قلبك قصر أتأرجح على جدرانه ، فحسبهم كلاما مُضيعا للوقت ، فليختالوا بحَسَدِهِم بعيدا عنّي ، لستُ بائعَ دواءٍ يمشي خلفَ طبيبٍ يداوي داءَ نفوسهم .
بقلم : إياد عمر أبو عرقوب
بتاريخ : 25 / 8 / 2010
0 التعليقات:
إرسال تعليق