السعادة في عين طفل
حين شاهده ينظر لتلك السيارة باندهاش تام ظهر على وجهه قرر أن يقف أمامه ويتحدث إليه ، لقد كان طفلا صغيرا وقد أدهشته فخامة السيارة وقد تبادر إلى ذهنه بأنه مليونير ، فمن يحمل مثل هذه السيارة أو على الأقل أن يركبها فلابدّ له وأن يكون كذلك .
حين وقف أمامه نظر في عينيه ووضع يده على رأسه وأخذ يمسحه ، فقال له : " كيف حالك يا أيها الصبي ؟ " فأجابه بأنه بخير ، ثم سأله : " يا ترى هل ترى بأن صاحب هذه السيارة سعيد ؟ " ، فردّ الطفل بسرعة واندهاش : " أكيد هو كذالك .. أليس معه أموال كثيرة ، يستطيع أن يشتري كل شيء يريده ، يستطيع أن يشتري جميع الألعاب وجميع الحلوى التي توجد في جميع المتاجر " ، أخذ هذا الرجل يبتسم في وجهه ثم أخذ ينظر في الأرض ، ثم قال له : " يا صغيري إن هذا الرجل صاحب هذه السيارة مستعد لأن يبيع هذه السيارة ويبيع ثلاث سيارات أخريات مثلها ويعطي المال لمن يستطيع أن يقدم له السعادة ، لا تظن بأنه سعيدة لمجرد حصوله على المال ، فهو يفتقر للسعادة ، وبقي يبحث عنها طيلة حياته ولم يجدها إلى الآن " ، فرد عليه بفضول : " وكيف عرفت ذلك ؟ .. من قال لك ذلك ؟ " ، فأجابه : " لا .. ليس مهما أن تعرف من أخبرني بذلك ، المهم هو أن تعرف بأن المال لا يعني أن تكون سعيدا " ، لقد كان بيد الرجل قارورة ماء فارغة يود أن يملأها من محطة تنقية الماء ، فاستأذن من الطفل الصغير وقال له : " يجب علي أن أذهب ، اعتني بنفسك جيدا " .
ولقد اندهش الطفل حين شاهد هذا الرجل بينما فرغ من ملء القارورة بالماء ، فقد شاهده وهو يحمل المفتاح ففتح السيارة ، ثم ركب بها وذهب لطريقه ، لقد أدرك حينها كيف عرف هذا الرجل بأن صاحب السيارة ليس سعيدا في حياته .
بقلم : إياد أبو عرقوب
بتاريخ : 27 / 2 / 2010
0 التعليقات:
إرسال تعليق